.من غير المفاجئ أبداً أن النساء، رغم عَمَلِهن وكدِّهن بقدر الرجال، تُحصِّلن أجوراً أقل ولا تحظَيْن بالتمثيل المجتمعي المنصف لمقوماتهن وكفاءاتهن، وهن الأكثر عرضة للعنف الجسدي والجنسي سواءً في المحيط المنزلي أو بيئة العمل. وإن لم يتحد العالم لوضع حدٍّ للعادات المجتمعية المتأصلة التي تُعزز التحيز الجنسي وتقلل من شأن المرأة، سيستمر هذا الخلل المُجحِف بحقّها . وهذا ما نشهده اليوم عالمياً مع تزايد الاهتمام والتوعية بتمكين المرأة. تمكين المرأة هو تهيئة بيئةٍ داعمةٍ لها تُمكّنها من اتخاذ القرارات والتحكم بحياتها. وهو أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز التنمية المستدامة.

يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس، ويُختَتَم به أسبوع المرأة العالمي الذي يبدأ في أول سبت من شهر مارس. يعود تقليد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة عبر العالم إلى القرن العشرين، ومع مرور الوقت واتساع نطاق احتفالاته ومراسمه، لم يعد يكفي يوم واحد لاحتواء الفعاليات المتزايدة كل عام، فمن هذا الزخم وُلِد أسبوع المرأة الذي يكرمها ويحتفي بإسهاماتها العظيمة في المجتمع ويسطر التقدم الذي أحرزته في سعيها لتحقيق التكافؤ في الفرص.

ينبثق أسبوع المرأة العالمي، الذي يُختتم باليوم العالمي للمرأة، من هذا المبدأ. اقتُرحت هذه الفكرة لأول مرة في القرن العشرين، على خلفية الاحتجاجات التي انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، وتحديداً في روسيا، على التمييز ضد المرأة في جوانب عديدة من الحياة الاجتماعية، كالأجور وحقوق التصويت وغيرها.

هناك جهود عديدة تكرس على مستوى الشركات والمنظمات وحتى الأفراد لمعالجة مشكلة عدم المساواة، من أمثلة ذلك انتهاج تدابير تضمن تكافؤ الفرص المقدمة ضمن إجراءات التوظيف. ومن المساعي الأخرى في هذا السياق أكاديمية FOMWAM للاستشارات الزوجية التي أسستها الخبيرة والمتحدثة الشهيرة مريم ليمو للتوعية في مختلف النواحي التي تؤثر بحياة المرأة، مثل تطوير مهاراتها القيادية، وتعزيز ثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها وإمكاناتها، وتمكينها من التعامل مع الإساءة الجنسية والعلاقات السلبية، وتنمية العلاقات البناءة والمثمرة.

السيدة مريم ليمو هي متحدثة ضليعة وقائدة ورشات عمل دولية بخبرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود. تشغل حاليًا منصب رئيسة قسم الإدارة وإدارة الموارد في كلية نيو هورايزونز في مينا، نيجيريا. وهي إحدى مديري شركة برو ستارت للاستشارات تتخصص ببناء القدرات مقرها نيجيريا. جابت السيدة ليمو العالم لتقديم ندوات عن مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك القيادة والتطوير الشخصي لمؤسسات مختلفة.

مريم ليمو شغوفة بالتنمية البشرية وبناء الشخصية، وتساعد الأفراد على تحديد هدفهم في الحياة وإدراك أثره الإيجابي على حياتهم المهنية والشخصية. وتلقي محاضرات عامة شيّقة عن مواضيع الزواج وما قبل الزواج، وتستمتع تحديداً بالتدريب والاستشارات في العلاقات. وهي شخصية معروفة، ولها مشاركات تلفزيونية كثيرة في نيجيريا.

تقدم مريم ليمو البرنامج الحواري الشهير "سيسترلي" على قناة أليف، وبرنامجاً رمضانياً على قناة NTA، وتُنتج سلسلة فيديوهات على يوتيوب، ولديها قاعدة جماهيرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. تتمتع السيدة ليمو بخبرة واسعة في مجالات متنوعة، تشمل الخطابة، والتوجيه والتدريب، والقيادة، والإدارة، والتواصل، والتفاوض، وغيرها. وتُقدم استشاراتها لمدرسةٍ خاصةٍ لاهتمامها بالتنمية الشخصية، والمسؤولية الاجتماعية، والقيادة القائمة على القيم.

مريم ليمو عالِمةٌ تربوية نيجيرية وباحثة إسلامية، أسست أكاديمية الزواج لتقديم التوجيه والإرشاد للأزواج بهدف تعزيز العلاقات وخفض معدلات الطلاق في نيجيريا. مريم ليمو شخصية مرموقة في المجتمع الإسلامي النيجيري، وقد ساعدت أكاديميتها العديد من الأزواج على تجاوز تحديات الحياة الزوجية. تقدم الأكاديمية استشارات ما قبل الزواج وبعده، بالإضافة إلى ورش عمل وندوات تتناول مواضيع مختلفة تتعلق بالزواج والحياة الأسرية.

أسهمت مريم ليمو من خلال عمل أكاديميتها في تنمية علاقات صحية ودحر وصمة العار المرتبطة عادة بالإرشاد النفسي في نيجيريا. وهي متفانية بالتوعية بأهمية التعليم والتمكين، وترك عملها أثراً إيجابياً ملموساً على حياة الكثيرين.